قراءة مع أولاد حارتنا

يؤكد نجيب محفوظ في هذه الرواية عن آفة واحدة، و هي آفة النسيان، نسيان الحارة للقوة و العدل الذي دعى به "جبل" في الفترة الأولى، و الرحمة و الحب الذي جاء به "عرفة" ثم الذكاء الذي جاء به "قاسم". أعتقد أن نجيب محفوظ مثل من خلال روايته " أولاد حارتنا" حال البشرية كلها منذ نزول سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى خاتم الأنبياء والمرسلين (محمد عليه أفضل الصلاة والسلام). ما إن ينقضي عهد نبي حتى يغفلوا عن التعاليم الذي جاء بها، فتكثر الفتنة و الفساد و ينتشر الظلم في العباد، و يرضى ضعفاء النفوس بهذا الوضع المخز والهوان دون أن يتذكروا العز الذي كانوا يعيشونه تحت ظل الإيمان و التوحيد والإسلام، إلا قلة قليلة طبعا. هي رواية مشوقة، وقصص محبوكة بشكل يجعلك تنسى أنك تقرأ كتابا، وإنما تشاهد فيلما ذو إخراج ممتاز في قاعة سينمائية. في البداية يستهل السيد نجيب محفوظ روايته بالبيت الكبير الذي يقيم فيه "الجبلاوي" صاحب الوقف، متمتعا بالثراء والنعيم الذي يعيش فيه، والناس خارج البيت يعانون الفقر والجوع والضياع. بعد ذلك يتحدث عن أبناءه "إدريس" الشري...