المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, 2019

لا تترك فراغا

غالبا ما واجهنا هذا السؤال البسيط والمركب في آن واحد : ماهو هدفك في الحياة ؟  سؤال صعب جدا، لأن إجابته تكون مركبة، غير حتمية وتعتمد على الخيال، فأثناء إجابتنا نستعرض أحلامنا وطموحاتنا وهذا مايحدث في أحسن الأحوال، أو بطريقة أخرى هذا ماينبغي أن يكون.  في أسوء الأحوال، وإن صح هذا التعبير، عندما نضع أمام أعيننا، أثناء الإجابة على السؤال، عناصر كالإمكانيات، القدرات الشخصية و الظروف، فهذا قد يؤدي إلى نتائج غير مرضية، أي إلى هدف غير محدد ورؤية ضبابية للمستقبل يصاحبها تيه و ضياع في الحاضر.  السؤال صعب جدا، و قد أدركت ذلك متأخرة، لأنه طرح أمامي مرارا وتكرارا، لكنني كنت أفتقر النضج، الفهم والجرأة، وأكثر ما كان يطغى علي الخوف والتردد والموضوعية المفرطة في التفكير والإجابة.  أنا طبعا أحلم،  ولدي خيال واسع جدا وسيناريوهات مدهشة وأحيانا مضحكة أتمنى كتابتها يوما ما، لكن كل هذا يتلاشى أثناء إجابتي عن السؤال، فأصبح أكثر عقلانية بجعل تفكيري خاضعا للمنطق والواقع، في حين أنه كان بإمكاني أن أحلم فقط، أن أتمم سيناريوهاتي المضحكة .  هذا السؤال أنا من أطرحه وأنا من أبحث عن الإجابة...

دوامة

كان يمشي وحيدا في الطرقات دون وجهة محددة، فلم يكن مهما بالنسبة له إلى أين سيذهب، ومن سيقابل؟ علم من مصدر مجهول داخل خلايا عقله الواعي واللاواعي أنه يجب  أن يتحرك، ألا يظل ساكنا، لأن ذلك يعني فقدانه لعقله، شخصه، وحياته !!!! في طريقه يحدث نفسه قائلا : - أريد أن أعتزل محيطي فترة من الزمن، أريد أن أهرب، أن أبتعد، فقد بات كل شيء مزعجا ولا يطاق، لا أطيق التبرير، لا أجيد الشرح، ولا أريد أي نقاشات. أحاول جاهدا تجنبها والإبتعاد عنها فلا أستطيع فعل ذلك حقا، أشعر وكأنني أؤذي من حولي بمزاجيتي وسلوكي الغير مقصود، والذي لا أستطيع تبريره أبدا، فأناأفضل أن أدعه يمر، ويذهب حتى لا يبقى عالقا بذهني. وجد أمامه مقعدا خاليا، وسط حديقة متآكلة الجدران، والأعشاب، ذابلة الزهور، ذكرته لوهلة بحالته البائسة، فجلس قبالة مقعد آخر، متخذا وضعية من يريد أن يبدأ محادثة أو نقاشا، فخاطب متحدثه الوهمي قائلا : - هل تعرف ما أنا بحاجة إليه؟ أريد شخصا يفهم ما أنا بحاجة إليه  دون أن أتحدث.. يجيبه المخاطب الوهمي : - أنت احمق، فهذا مستحيل!! - لماذا؟ مالضير في ذلك ؟ - لأنه إذا أردت شيئا، فيجب أن تخبرني به مباشرة...