تعليق عن رواية اليف شافاق
26/06/2019 (12:27)
أتممت الآن وفي هذه الساعة رواية "الفتى المتيم والمعلم" ، إنها رائعة جدا.
الرواية لكاتبتها التركية "إليف شافاق" ، مؤلفة "قواعد العشق الأربعون". والحق يقال، وحسب رأيي المتواضع، فإن الأولى أفضل من الثانية بكثير.
أعجبني بادئ الأمر موضوع الرواية الذي يتحدث عن الثقافة المعمارية في الإمبراطورية العثمانية، حيث قدمت الكاتبة كيفية بناء أجمل وأروع المساجد العثمانية كمسجد " السليمانية" على يد رئيس المعماريين الملكي " سنان"، وتلامذته الأربعة : الهندي جهان، يوسف، نيقولا و داؤود، وقد عرضت الكاتبة أدق تفاصيل هذا البناء، الرسم، الزخرفة وتشييد القبة، القبة التي تميز معظم مباني العثمانيين، شارحة طريقة تشييدها، والمعاني التي تنطوي عليها.
وأكثر ماشدني هو إبراز علاقة المعلم سنان بتلميذه جهان و الذي كان مروضا لفيله "شوتا" أيضا. وأعتقد أن قصة " شوتا" الفيل وجهان التلميذ استحوذت على الرواية ككل، وهذا راجع إلى مصدر إلهام المؤلفة حيث تقول : ((( شعت فكرة الرواية أول الأمر في عصر يوم مشمس في إسطنبول، عندما كنت في سيارة أجرة متوقفة بسبب آزدحام الطريق، كنت أرنو إلى خارج النافذة عابسة، عندما لمحت عيناي مسجدا يطل على البحر، إنه مسجد "ملا جلبي" ، أحد بدائع سنان القليلة الشهيرة، ثمة صبي غجري يتربع على الجدار المجاور له، فكرت في أنني قد أبدأ بتخيل قصة مع المعماري سنان وفيها غجر، إذا لم يصبح الطريق سالكا حالا، ثم تحركت السيارة ونسيت الفكرة تماما، إلى أن وصلني بعد أسبوع كتاب بالبريد، عنوانه : "عصر سنان : الثقافة المعمارية في الإمبراطورية العثمانية" (٠٠٠) وجذبت أنظاري صورة داخل الكتاب تمثل لوحة للسلطان سليمان فارع الطول وناعما في قفطانه، إلا أن الأشكال الظاهرة في مؤخرة الصورة هي التي استحوذت على انتباهي استحواذا كبيرا، إذ ثمة فيل و مروضه أمام مسجد السليمانية، يتسكعان عند حاشية الصورة كأنهما يوشكان على الهرب غير متأكدين مما يفعلان في الإطار نفسه، جنبا إلى جنب مع السلطان والصرح المشيد له. لم أستطع أن أحيد ببصري عن هذه الصورة ... لقد عثرت على القصة))).
وهكذا رسمت إليف شافاق أبعاد الرواية مبرزة عالم سنان، وعوالم التلاميذ الكبار، والعمال، والعبيد والحيوانات الذين كانوا حاضرين معه.
ولن أنسى طبعا الغجري "بالابان" الذي كان يظهر في القصة كلما وقع جهان في مأزق او كارثة.
مجمل القول، فإن الرواية رائعة وحبكة نهايتها متقنة، أجبرتني وألزمتني كتابة هذه الكلمات.
هاجر علالي
niiice analyse
ردحذفlike it so much
شكرا جزيلا لك
حذف