عجوز عشرينية في زمن الكورونا 1
بسم الله
الرحمان الرحيم
اليوم الأول : هذه الأحداث الكبيرة في هذه الفترة القصيرة
قبل أسبوع كنت أعاني من صداع في رأسي و من أرق و نوم غير مريح، كنت أمر بنوبات تفكير زائد وجرعات
من الأسئلة المصيرية التي تزداد يوما بعد يوم و ساعة بعد ساعة، وكان حجم نفسي و
شخصي يتضاءل أمام عقلي يوما بعد يوم، ربما لأن مخططاتي لم تنجح، ربما لأنني فقدت
الكثير من الوقت، و ربما وربما...
لقد كانت
دوامة لا تنتهي، أدخلها كل صباح قبل أن أفتح عيني
و لا أستطيع الخروج منها إلا بعد معركة مع نفسي محاولة إقناعها بأنه حان
وقت النوم،حان وقت الخروج من الدوامة، وقد حان وقت التوقف عن التفكير. لقد آن الأوان
لهذا العقل أن يستريح، فأحيانا أفلح في ذلك و أحيانا أخرى أفشل،فأستيقظ صباحا و كأنني
لم أنم أبدا.
جانب مني يريد أن يتوقف و يراقب من بعيد ما يحدث، و جانب آخر يريد أن يتحرك أن يخرج، أن يفعل شيئا
حتى لو كان لا يرغب فيه. فكنت عالقة بين هاذين الجانبين المتناقضين و المتباعدين،كنت في المنتصف، و المنتصف صعب في كل شيء... لا تستطيع قول لا أو نعم، لا تستطيع أن
تختار بين الأبيض و الأسود فإما هما معا،وهذا يعني المنطقة الرمادية، أو اللاشيئ ... إنه تفكير مضني و متعب.
في هذه
الاثناء كنت أسمع بفيروس مستجد اسمه "كورونا" ، كنت أسمع كل شيء مرتبط به على الرغم
مني، فأينما و ليت وجهي هناك كورونا، هذا الفيروس الذي انتشر في الصين انتشار النار
في الهشيم فحصد منها ما حصد من الأرواح و أصاب الالاف من السكان، لأنه سريع
الانتشار. فانتقل إلى إيطاليا وقتل فيها من قتل وكذلك أمريكا إيران إسبانيا و فرنسا
بعد هذا
الانتشار السريع و المهول للفيروس خيل لي و كأنه أخذ الدول ؛و أقصد الدولة بكل
مقوماتها و أجهزتها بل و أهم مقوماتها و هو الانسان؛ على حين غرة، فتم إعلان حالة
الطوارئ في كل بقاع العالم.
الخطر موجود و
يقترب فقد انتشر الفيروس في جميع القارات والدول، حتى العربية منها. ماذا أقول؟! لطفك يا الله!
الوضع أصبح
مقلقا هناك حالة في المغرب؛
الوضع بات
جديا هناك ٧ حالات ، ١٨ حالة، ٧٤ حالة، ١٠٠، ٢٠٠؛
الوضع بات
مخيفا و مرعبا فقد تم إعلان حالة الطوارئ
في بلدي و حظر التجول إلا للضرورة القصوى، أتبعه توقف للدراسة بكل أسلاكها
ومحاولة تعويض ذلك بتمدرس عن بعد.
تم منع
التجمعات و التصافح و الزحام، فمعلوم أن الفيروس ينتقل من شخص لآخر عبر المصافحة أو
لمس أي شيء سبق لمسه من طرف الشخص المصاب : مقابض الأبواب و السيارات و سيارات
الأجرة، أزرار المصاعد، السلع، البضائع و حافلات النقل لقد بات كل شيء خطيرا، أينما وليت وجهك هناك
كورونا ... كيف تتجنب كورونا؟ اغسل يديك بالماء و الصابون كل ربع ساعة لتجنب كورونا! لا
تصافح أحدا ... تجنب الازدحام ... و حافظ على مسافة الأمان بينك و بين كل عابر طريق مسافة
لا تقل عن المتر أو المتر ونصف المتر.
تم اتخاذ كل
الإجراءات اللازمة من أجل حصر المرض و إمكانية التحكم فيه و معالجة المصابين
به، ومن أجل منع انتقال العدوى أيضا.
باختصار شديد ابق في منزلك من أجل سلامتك وسلامة أولادك وبلدك، ودع الأجهزة المكلفة بمحاربة المرض تقوم بعملها. هذا أقل شيء يمكنك أن تقوم به من أجل المساعدة، إن لم تكن طبيبا، ممرضا، صيدلانيا، بيولوجيا، عالم فيروسات، أو عامل نظافة أو شرطيا أو ... ابق في منزلك أو التزم مقر عملك بالشروط المفروضة و اصبر و صابر و ادع الله أن يرفع هذا الوباء و البلاء و الغلاء.
باختصار شديد ابق في منزلك من أجل سلامتك وسلامة أولادك وبلدك، ودع الأجهزة المكلفة بمحاربة المرض تقوم بعملها. هذا أقل شيء يمكنك أن تقوم به من أجل المساعدة، إن لم تكن طبيبا، ممرضا، صيدلانيا، بيولوجيا، عالم فيروسات، أو عامل نظافة أو شرطيا أو ... ابق في منزلك أو التزم مقر عملك بالشروط المفروضة و اصبر و صابر و ادع الله أن يرفع هذا الوباء و البلاء و الغلاء.
لم أكن أتخيل أبدا أنني سأعيش شيئا مماثلا. قرات في التاريخ عن وباء الطاعون الذي حصد أرواح الملايين
عبر الزمن. سمعت بالكثير من الأوبئة و الأمراض المعدية القاتلة، لكن لم أعتقد ليوم أو لدقيقة أنني سأعيش أنا أيضا فترة وباء في عقر بلدي و مدينتي، فترة وباء ليس له دواء
بعد، ولم يتم حصره بعد!!!
هذه الاحداث الكبيرة
في هذه الفترة القصيرة، أوقفتني مكاني و ألزمتني البيت على الرغم من أنني كنت ملتزمة له قبل فترة من
حظر التجول، فلست كائنا يحب الخروج إلا للضرورة أيضا، فالتزمت البيت كما التزمت أسرتي، وتوقفت. وبالتالي توقفت تلك الدوامة التي كنت أعاني منها على الرغم منها و
مني، توقفت بسبب هذا الفيروس الضئيل، توقفت الأسئلة أيضا و توقفت عن التفكير في أموري الخاصة.
الآن هناك شيء أهم من كل شيء كان يزعجني سابقا، الآن وفي هذه اللحظة نريد السلامة فقط، نريد أن يحصر
المرض بأسرع مايمكن و ألا يحصد المزيد من الأرواح... نريد علاجا و لقاحا!
في غمضة عين
تغيرت أولوياتي بسبب فيروس ضئيل لا يرى بالعين المجردة، وتغيرت أولويات أسرتي
وعائلتي. هذا ما حدث لي أنا، كفرد واحد في هذا العالم الكبير. فما بالك بأولويات الدول الأخرى والقارات و العالم و
الكون بأسره. ماذا سيحدث للخريطة السياسية و الاقتصادية بالعالم؟ أي رمز من رموز
القوة سيتم استخدامه بعد فيروس كورونا المستجد كوفيد_ ١٩، الضئيل الذي لا يرى بالعين
المجردة.
نسأل الله
العزيز أن يرفع عنا هذا الوباء عاجلا غير آجلا إنه على كل شيء قدير.
إلى اللقاء
مجددا مع يوم "كوروني" آخر.
هاجر علالي 25/03/2020
جميل
ردحذف