المشاركات

عرض المشاركات من 2023

الخطاب الإشهاري - نموذج امتحان

صورة
    النص     إن الإشهار لا يبيع منتجات فحسب، وهو ليس واجهة لتواصل محايد، وهو أيضا ليس مجرد واسطة بين البائع وزبونه. إنه ظاهرة اجتماعية في المقام الأول. وبصفته تلك، فإنه يقوم بوظائف ثقافية متنوعة ومتعددة، فهو يكرس الموجود من حيث إنه يلتقط القيم السائدة اجتماعيا، ولكنه يبشر في الوقت ذاته بنماذج قيمٍ جديدة من حيث إنه، في سعيه إلى البيع الدائم، يخلق نسقا من القيم قادرا على استيعاب الجديد في المنتجات والخدمات.     والإشهار في كل الحالات ليس حكم قيمة ثابتا منحازا إلى موقف دون سواه. إنه كل هذه المواقف مجتمعة ومنفصلة، فهو يرتبط إلى حد كبير بالعصر، ولكنه في الآن نفسه يستند إلى الأحكام القديمة في الأخلاق والسلوك والتعاطي مع المحيط وأشيائه. وهو في كل صيغه وأشكاله لا يكتفي بالبيع، بل إنه يعلم الصغار والكبار على حد سواء كيف ينتمون إلى ثقافة بعينها وكيف يعيشون ضمن نموذج اقتصادي بعينه، وكيف يمارسون عمليات البيع والشراء في جزئيات حياتهم. إنه بتلك الصفات كلها من أجل البيع ولا شيء سواه، أي أن الوصلة التي لا تبيع لا قيمة لها ولا يمكن أن تكون ناجحة، وهذا ما يشكك في ا...

شذرات يوميات 4

صورة
 بسم الله الرحمان الرحيم  عزيزي القارئ النجيب،  سأكتب بعجالة لأنني نسيت موضوع الكتابة نهائيا هذا اليوم، واعتقدت أن هذا تحديا بحذ ذاته، أ أكتب في هذه الساعة المتأخرة من الليل قبل أن أذهب إلى النوم مباشرة ؟ مستحيل،  لقد وعدت نفسي وهذا أقل شيئ يمكنني فعله في سبيل التخلص من الكسل وتطوير المهارات  والذات على المدى البعيد.  و أعتقد أنني نجحت في ذلك بما أنني أكتب هذه الكلمات، لم يحالفني الحظ هذا اليوم للمطالعة والمشي، لكنني أعددت وجبة خفيفة في المنزل، أعدت رسم لوحة لم أتممها بعد، ثم .... ثم لم أقم بشيء اخر يستحق الذكر، لكن لا بأس فها أنا أكتب وهذا شيء مشجع لو تعلمون.  ستنتهي إجازتي غذا بحول الله، بعد أن اعتدت على الجلوس في المنزل، و محاولة صنع نظام خاص بي، تذكرت أنني سرعان ما سأدخل روتين العمل مجددا، عسى ألا يكون مملا، عسى أن أقابل شيئا جديدا، وعسى أن تفتح لي أبواب أخرى من حيث لا أعلم، سبحانه المدبر الحكيم. رتابة العمل أحبطتني شيئا ما، فليس أمامي سلم أن أرتقيه أو طريق طويل سأجتازه، أنا هنا في المدار أقابل أناسا متشابهين، يمرون بي ويذهبون لوجهتهم، بينما أنا أر...

شذرات يوميات 3

صورة
 بسم الله الرحمان الرحيم عزيزي القارئ النجيب،  أما وقد وعدت نفسي في المقالة السابقة على أن أكتب كل يوم، فها أنا وقد أزحت ستائر العجز والكسل وشرعت في الكتابة في نهاية هذا اليوم الرتيب، بعد أن قرأت صفيحات خجولة من رواية، وقمت بمحاولة رسم لوحة صغيرة تعرضت أثناءها للخيبة لأنني لا أجيد الرسم بشكل احترافي.  أنا أحب الرسم والموسيقى و الدراما، لم أتلقى تعليما بخصوص هذه المجالات، لكن أتمنى يوما ما، أن أستطيع رسم لوحة رائعة أو أن أرسم أية لوحة تخيلتها أو منظر أعجبت به، كما أتمنى أن أعزف الة القانون وحبذا لو استطعت تركيب لحن بليغ، أما فيما يخص الدراما فأنا أملك الوقت الكافي لمشاهدة العديد من المسلسلات، ومن كثرة مشاهدتي لها أصبحت انتقائية جدا، فوجدتني أجد صعوبة في اختيار مسلسل أو الطاقة لإتمامه، إن لم يرتقي لمستوى تطلعاتي.  كانت هذه أفكار تراودني بصوت خفي، ارتأيت أن أضعها في هذه المدونة حتى يتسنى لي في الأعوام المقبلة إن شاء الله تعالى، أن أسخر من نفسي أو أعتز بها، لا أدري حقا... في هذه اللحظة، أحمد الله كثيرا لأنني لم أفقد القدرة على الكتابة والتعبير، فقد مر زمن على عدم تركيب ج...

شذرات يوميات 2

صورة
 بسم الله الرحمان الرحيم  عزيزي القارىء النجيب  كنت أطمح لتحقيق ذاتي والسعي نحو أحلامي، ومع مرور الوقت ضيعت الطريق و الأحلام، لم يعد لدي حلم أو هدف يجب أن أصل إليه، عنذئذ أدركت أنني في خطر، فكان علي لزاما التوقف من أجل البحث عن الهدف حتى يتسنى لي البحث عن الطريق، وقد كانت هذه أشد الأيام صعوبة.  البحث عن الهدف، مهمة صعبة جدا وسؤال لم استطع الإجابة عليه مع الأسف. أحيانا يتابدر إلى ذهنبي أنه يجب أن أتبع شغفي، أتبع ما تجيد يداي فعله دون تعب أو ضجر، مايريده قلبي وتهفو له روحي وتتطلع له ذاتي، فأفرح  وأحدث نفسي هاقد وجدت الطريق، ثم يخبو الشغف وينطفىء معه بصيص الهدف، لأدرك ولمرات عديدة في اليوم أنه أنا سبب المشكلة، بل أنا المشكلة نفسها. لم أعد تلك الفتاة التي تنظم جدول أعمالها في المنزل، وهنا بدأ الخلل، حيث بات يتسرب إلي التهاون والعجز والتقاعس عن القيام بواجبات منزلية، فقط لأنني لم أعد مجبرة عليها، ولأنني حصلت على وظيفة ثابتة وراتب ثابث بفضل الله وحده وبفضل تسخير الله للناس الصالحين في مشواري. التهيت بالوظيفة ونسيت حلمي الذي تحقق بعض منه. أنا ممتنة لكل ماحدث لي، لكن هن...

شذرات يوميات 1

صورة
بسم الله الرحمان الرحيم  عزيزي القارئ النجيب  ها قد مر يوم رتيب آخر، يفوق تعبه يوم أمس، أذهب للعمل متثاقلة لا شيء يشجعني على الذهاب، لا حماس، لا جديد، لا تجربة إضافية ولا ناس جدد، سوى السلامة من مكيدة مدبرة جديدة، أذهب وأنا أسأل الله تعالى أن يرأف بي، ويكفيني شر من يريد بي سوءا، وأن يعينني على التغيير وأن يبقي فيني أمل التجديد و التطوير.  أسارع إلى إنجاز مهماتي دون نقص حتى لا أعطي فرصة لفارغي الرؤوس بالكلام، أجاهد نفسي كيلا أخطئ، كيلا يتساوى الخطأ و الصواب في عقلي في وسط لا صواب فيه، لا صدق و لا حقيقة، أقوم بواجبي دون أن أفقد شخصيتي التي أطرتها بمبادئ غير قابلة للتجاوز و النسيان، أسعى لتطوير نفسي دون الوقوع في فخ التقليد و الإبتذلال و دون تعدي حدود الأدب و اللباقة وحسن الكلام. لا زلت لا أستوعب كيف لشخص أن يتحدث عن زميل له بالسوء، ثم سرعان ما يغير رأيه حوله فور رؤيته، مازلت لا أستوعب ذلك، مثلما لا أستوعب كيف لإنسان أن يفتري على أخيه الإنسان دون علم وبيان، كيف تسمح له نفسه بعدم مراجعة كلامه أو التريث قبل تفوهه بهراء لا أصل له من الصحة... يعني هناك غباء لا أستطيع استيعابه، ه...

قراءة مع أولاد حارتنا

صورة
  يؤكد نجيب محفوظ في هذه الرواية عن آفة واحدة، و هي آفة النسيان، نسيان الحارة للقوة و العدل الذي دعى به "جبل" في الفترة الأولى، و الرحمة و الحب الذي جاء به "عرفة" ثم الذكاء الذي جاء به "قاسم".  أعتقد أن نجيب محفوظ مثل من خلال روايته " أولاد حارتنا" حال البشرية كلها منذ نزول سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى خاتم الأنبياء والمرسلين (محمد عليه أفضل الصلاة والسلام). ما إن ينقضي عهد نبي  حتى يغفلوا عن التعاليم الذي جاء بها، فتكثر الفتنة و الفساد و ينتشر الظلم في العباد، و يرضى ضعفاء النفوس بهذا الوضع المخز والهوان دون أن يتذكروا العز الذي كانوا يعيشونه تحت ظل الإيمان و التوحيد والإسلام، إلا قلة قليلة طبعا.  هي رواية مشوقة، وقصص محبوكة بشكل يجعلك تنسى أنك تقرأ كتابا، وإنما تشاهد فيلما  ذو إخراج ممتاز في قاعة سينمائية.  في البداية يستهل السيد نجيب محفوظ روايته بالبيت الكبير الذي يقيم فيه "الجبلاوي" صاحب الوقف، متمتعا بالثراء والنعيم الذي يعيش فيه، والناس خارج البيت يعانون الفقر والجوع والضياع. بعد ذلك يتحدث عن أبناءه "إدريس" الشري...

قراءة حول شيفرة بلال للكاتب أحمد خيري العمري

صورة
    كانطباع أول حول الكتاب فقد شدني منذ البداية، وهذه هي البدايه   :   بلال فتى يبلغ ثلاثة عشر عاما، يقطن بنيويورك رفقة أمه وهو مصاب بالسرطان، راسل ذات يوم كاتب سيناريو فيلم بلال مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل ان يبعث له السيناريو ويقوم بقراءته قبل ان يعاجله الموت ولا يشاهد الفيلم .   كاتب السيناريو أمريكي من اصول عربيه وهو ملحد. السبب الوحيد الذي جعله يقبل كتابه السيناريو هو حاجته للمال فقط. يفاجأ ذات يوم ببريد الفتى بلال يطلب منه تنفيذ اخر رغبة له قبل أن يموت. ومن اجل مساعدته أخبره أنه سيرسل له كل المعلومات التاريخية التي سيتضمنها السيناريو بالتدريج، لتبدأ حياة الفتى وأمه والسيناريست بالتغيير شيئا فشيئا .   يستهل السيناريست أمجد بريده الاول بأسطورة إغريقية حول صخرة سيزيف، الصخرة   التي عوقب هذا الأخير بحملها   من اسفل الجبل الى قمته، فتتدحرج كلما وصل إلى الأعلى ليعود ويتسلق بها من جديد بدون هدف... شقاء بدون جدوى، عبث وعدم .   ثم يعطي مثال الصخره الثانيه وهي الصخره التي وضعت فوق صدر بلال، العبد الحبشي المؤمن الذي عذبه ابو اميه...