شذرات يوميات 1
بسم الله الرحمان الرحيم
عزيزي القارئ النجيب
ها قد مر يوم رتيب آخر، يفوق تعبه يوم أمس، أذهب للعمل متثاقلة لا شيء يشجعني على الذهاب، لا حماس، لا جديد، لا تجربة إضافية ولا ناس جدد، سوى السلامة من مكيدة مدبرة جديدة، أذهب وأنا أسأل الله تعالى أن يرأف بي، ويكفيني شر من يريد بي سوءا، وأن يعينني على التغيير وأن يبقي فيني أمل التجديد و التطوير.
أسارع إلى إنجاز مهماتي دون نقص حتى لا أعطي فرصة لفارغي الرؤوس بالكلام، أجاهد نفسي كيلا أخطئ، كيلا يتساوى الخطأ و الصواب في عقلي في وسط لا صواب فيه، لا صدق و لا حقيقة، أقوم بواجبي دون أن أفقد شخصيتي التي أطرتها بمبادئ غير قابلة للتجاوز و النسيان، أسعى لتطوير نفسي دون الوقوع في فخ التقليد و الإبتذلال و دون تعدي حدود الأدب و اللباقة وحسن الكلام.
لا زلت لا أستوعب كيف لشخص أن يتحدث عن زميل له بالسوء، ثم سرعان ما يغير رأيه حوله فور رؤيته، مازلت لا أستوعب ذلك، مثلما لا أستوعب كيف لإنسان أن يفتري على أخيه الإنسان دون علم وبيان، كيف تسمح له نفسه بعدم مراجعة كلامه أو التريث قبل تفوهه بهراء لا أصل له من الصحة... يعني هناك غباء لا أستطيع استيعابه، هناك جمود، هناك غفلة تمنعنا من رؤية الحقيقة أو رؤية أنفسنا كيف تبدو من الخارج، أو حتى التوقف و السؤال عما إذا كان الشخص يسير في طريق جيد أم أنه عليه التوقف ومراقبة تصرفاته و العمل من أجل تحسينها، ثم أتذكر أن الهداية من الله وحده، ومحاسبة النفس نعمة من الله، والغفلة عنها لعنة و العياذ بالله.
ألتف يمينا وشمالا، لا أرى أحد يشبهني من جنسي، فأسأل الله أن يحميني من أصبح مثلهم دون وعي مني و أردد في نفسي "الله يفيقنا بعيبنا".
ارتكبت أخطء بحسن نية، أظهرت لي معدن من أعاشر واثبتت لي أن لا خير سيأتي من تلك الرفقة، خطأ تلو الخطأ، تتسببه زلة لسان في لحظة ضعف وغفلة، أدفع ثمنها، لكنني أستوعب الدرس جيدا، فأستخلص معاني أخرى للحياة المهنية التي أشعر أنني مازلت جاهلة لها...
كانت هذه شذرات اليوم العشرين من شهر رمضان المبارك، بعد يوم متعب ومرهق في العمل.
تحياتي
تعليقات
إرسال تعليق